مقدمة لنظم المعلومات الجغرافية.

مقدمة:
اعتبرت الخريطة، منذ فترة طويلة أداة فعالة لتخزين المعطيات المرتبطة بالمجال الجغرافي ووسيلة لإنجاز مجموعة من القياسات وتحديد وضعية عدد من الظواهر الجغرافية. وإذا كانت هذه الوثيقة ما زالت تشكل أداة ضرورية لإنجاز مجموعة من المهام فان هناك مجموعة من الإكراهات تعترض مستعمليها، نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر: 

- صعوبة تحيين المعطيات.

- عدم ارتباط العناصر الجغرافية بقواعد البيانات.

- صعوبة التحليل واتخاذ القرار أمام الكم الهائل من المعطيات.

يقدم المجال الجغرافي معلومة متنوعة وضخمة يتم استقاؤها من مصادر متنوعة ( صور الأقمار الاصطناعية، الصور الجوية، الجداول الإحصائية، الخرائط المتنوعة…). والسؤال المطروح هو كيف يتم إدماج كل هذه المعطيات في مجموعة متجانسة، ومعالجتها وتحليلها واتخاذ القرار من أجل تحقيق الأهداف المحددة ؟

أمام هذه الصعوبات ظهرت في نهاية السبعينيات نظم المعلومات الجغرافية تكنولوجيا جديدة لحل هذه الإشكاليات. وقد عرفت هذه الأنظمة تطورا ملحوظا واكتساحا واسعا للأسواق العالمية ، وذلك في ارتباط وثيق مع الطفرة التي عرفتها الإعلاميات. وتتجلى قدرة هذه الأنظمة في المساعدة على التحليل والتركيب واتخاذ القرار عندما يكون المستعمل أمام كم هائل من المعلومات.

لقد صاحب تقدم تكنولوجيا الاستشعار عن بعد (La télédétection ) خلال الحقبتين السابقتين توفر كم هائل من المعلومات المكانية عن ظواهـر سطح الأرض، مما دفع الجغرافي إلى الاعتماد على الحاسوب في قراءة وتحليل مرئيات الاستشعار عن بعد والتعامل مع المعطيات الرقمية التي توفرها المؤسسات المتخصصة في المعلومات الفضائية عن سطح الأرض.وعلى هذا الأساس أصبحت هناك ضرورة ملحة لدى الجغرافيين من أجل إدخال تكنولوجيا التحليل الآلي للمعلومات والمتمثلة في نظم المعلومات الجغرافية إلى حيز عملهم، لتسلك الجغرافيا بذلك منهجا بحثيا جديدا ، وهو منهج التحليل الآلي للبيانات( محمد الخزامي 1998).


الأستاذ . علــي فــالــح
تعليقات