العمران الحضري

العمران الحضري

       أغلب المجتمعات المعاصرة مجتمعات حضرية تمارس الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في المدن ، خاصة المدن الكبرى ، وقد إرتبطت بالمدن في الوقت الحاضر عدد من المشكلات الضاغطة، بعضها طبيعية مثل تلوث الماء والهواء ، وبعضها اجتماعية كالهجرة والفقر واليأس وما يترتب عنها جميعا ، وبعضها إقتصادية كالبطالة و إرتفاع تكاليف الحياة وسوء توزيع الخدمات ،وبعضها مجالية كنوعية الحياة الحضرية والمسائل الجمالية في المدين. ثم أخيرا  لاعتبارات سكانية  ، والتي لها خطورتها وأهميتها في تحديد شخصية التجمعات الحضرية، وتعني الاعتبارات السكانية شيئين :
            

1 *
ال    الموقع النسبي ، المساحة، المجموعات والأقاليم ، وتستخدم هذه المتغيرات في وصف شخصية المناطق الحضرية وعمل تصميمات عنها ، مثل متوسط المسافة الفاصلة بين المدن في فئة حجمية كبيرة أو متوسطة، أو حجم الحركة المرورية ، أو متوسط عدد المكالمات الهاتفية بين المدن أو بين الأماكن داخل المدينة .

2  * 
      العلاقة بين سلوك سكان المدينة ،والملامح البيئية للمدينة حيث يتأثر السلوك البشري بالشكل السكني للمدينة ،فعلى سبيل المثال فإن إختيار طريق العمل يتقيد بشكل شبكة النقل وفي المقابل تتشكل الهيئة السكنية للمدينة بالسلوك البشري، ويمكن تقدير مركب التفاعل بين الشكل السكني للمدينة، وأنماط السلوك البشري. 
  
  اهتمامات العمران الحضري

تختلف موضوعات البحث في جغرافية الحضر بإختلاف مستوياته ، فهناك بحوث تتعلق بدراسة مدينة وأخرى تناقش مدن الإقليم أو المنطقة أو الدولة ، وأخرى تناقش بعض الظاهرات والمشكلات الحضرية .. إلخ ، وإجمالا يمكن تحديد موضوعات البحث في جغرافية العمران الحضري كما يلي :


 - العلاقة بين إحجام وتباعد ووظائف المدن .
-  العلاقات السكانية بين المدن ،والمراكز العمرانية المحيطة .
-  نشأة المدن ونموها العمراني.
-  أنماط استخدام الأراضي الحضرية .
-   شبكات المرافق الحضرية.
-   المبنى والمسكن الحضري.
-   خصائص سكان الحضر.


وتهتم الموضوعات الثلاثة الأولى بجغرافية المدينة من الخارج أما الموضوعات الأربعة الأخيرة فتهتم بجغرافية المدينة من الداخل .
وبالنسبة لموضوع العمران الحضري في المجال الجغرافي فإن أهم نقطة فيه هي دراسة العلاقات السكانية بين المدن والمراكز العمرانية المحيطة على أساس التفاعل الحاصل في المجال لهذه الظاهرة البشرية فهي من الموضوعات الهامة لكونها تدرس العلاقات المتبادلة بين المدن وظهرانيها ، فالمدن تقدم تسهيلات وظيفية وخدمية ، لسكان المناطق الريفية المحيطة بها فضلا عن سكانها ، وفي نفس الوقت فإن المدن تتزود بالمنتوجات الزراعية من المناطق المحيطة بها، كالألبان واللحوم والخضروات والفواكه التي يوفرها ظهير المدينة.
ويقوم جغرافيو الحضر بتحديد نفوذ المدينة ومؤسساتها الوظيفية والخدمية مثل نفوذ الخدمات التعليمية أو الصحية ،أو التجارية أو الإدارية وتحديد نطاق النفوذ ،ويقوم بتحديدها على أساس عينات تؤخذ من السكان الريفيين المترددين على المؤسسات الوظيفية والخدمية التي تضمنها المدينة ، وذلك بإجراء إستبيان يتضمن أسئلة واستفسارات تحدد مدى نفوذ هذه المؤسسات وكثافة هذا النفوذ وتتداخل نطاقات نفوذ خدمات المدينة مع نطاق نفوذ خدمات المدن المجاورة وتصلح أكبر المراكز العمرانية الريفية في المناطق الانتقالية بين نفوذ وظائف وخدمات المدن المتجاورة ،وخاصة إذا كانت كبيرة المساحة والسكان، أن تكون مدينة صغيرة تزود وتخدم سكان المناطق الإنتقالية بالسلع والخدمات التي عجزت المدن المجاورة على كسبها .
وكثيرا ما استخدمت حدود مناطق نفوذ الخدمات والوظائف لكل مدينة في تخطيط الحدود الإدارية، والتخطيطية، وإنشاء أقسام إدارية جديدة.
ويمكن تحديد نفوذ الوظائف والخدمات باستخدام النطاق التجاري والنطاق التعليمي ، ونطاق نفوذ الخدمات والوظائف الأخرى،لتكون ما يعرف بإقليم نفوذ المدينة.
والمدن تحتاج يوميا إلى مواد غذائية من المناطق الريفية المحيطة بها، ويتوقف اتساع ظهير إمداد المدينة بالمواد الغذائية اللازمة لإعالة سكان المدينة على حجم الطلب عليها من المدينة والذي يتوقف على حجم سكان المدينة وقدرتهم الشرائية وحجم الطلب من المدن المجاورة .
تعليقات