مشكلة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية

إن مشكلة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية مشكلة عالمية تعاني منها جميع دول العالم الفقيرة والغنية وقد باتت ظاهرة التصحر تهدد حوالي 110 من دول العالم وأن ما يزيد عن 1.9 مليار هكتار من أراضي العالم مهددة بالتصحر ومن هنا أصبحت هذه الظاهرة تشكل تحدياً لمعظم دول العالم وخاصة النامية منها والتي يتزايد عدد سكانها بمعدلات مرتفعة وما يتبع ذلك من ضغوط على الموارد وبخاصة الأراضي الزراعية المحيطة بالمدن لذا كان لزاماً على الدول أن تبادر إلى التخطيط العلمي من أجل الحد من أثارها السلبية على البيئة والأنظمة الحيوية المحيطة بالتجمعات السكنية وإن الأراضي الزراعية المحيطة بالمدن تتناقص يوماً بعد يوم وذلك نتيجة لامتداد العمران فوقها وزيادة نسبة التحضر في العالم ويمارس النمو السكاني ضغوطاً متزايدة على الأراضي الزراعية ويتمثل هذا النمو بالزيادة الطبيعية للسكان وكذلك التزايد الناجم بفعل الهجرة من الريف إلى المدينة حيث أن زيادة السكان تؤدي إلى زيادة الطلب على الأراضي لأغراض السكن والخدمات البشرية الأخرى وكذلك تلعب وسائل المواصلات دوراً هاماً في زحف العمران على الأراضي الزراعية من خلال شق الطرق وإقامة المصانع والمنشآت والأنشطة التجارية على جوانب هذه الطرق وكذلك يجب أن نشير إلى إنعدام التخطيط السليم في المدن مما يساعد على توسع العمران على حساب الأراضي الزراعية بالأضافة إلى دور العامل السلوكي والمتمثل في رغبة السكان بالسكن في الضواحي خارج المدن
أثار الزحف العمراني على الأراضي الزراعية :
1 – تراجع المساحات المزروعة حول المدن وزيادة مساحة المناطق المبنية : حيث أن القضاء على الاراضي الزراعية وإنتشار العمران يساعد بدرجة أو بأخرى على تمهيد الطريق أمام التصحر 2 – النمو العشوائي للمساكن يساعد على التلوث والأخلال بالنظام البيئي 3 – إنخفاض نصيب الفرد من الأراضي الزراعية المنتجة على مستوى العالم 4 – القضاء على الغطاء النباتي المحيط بالمدن وإزالة الأحراج والذي يلحق الأذى بالبيئة المحيطة بالمدن 5 – إن القضاء على الغطاء النباتي والقيام بتزفيت الشوارع وإنشاء الطرق العامة قد يساعد على تشكل السيول والفيضانات التي تودي بحياة العديد من الكائنات الحية حيث أن النباتات تقوم بامتصاص المياه الناتجة عن الأمطار و تساعد على غور المياه في أعماق التربة وتمنع حدوث الفيضانات وأقتلاع النباتات وأنشاء الشوارع يؤدي منع الماء من التغلغل في أعماق الأرض مما يؤدي إلى تجمعه على الشوارع وتشكيله السيول الجارفة في حالة الأمطار الغزيرة و من المعروف أن الأراضي الزراعية تتعرض إلى ضغوط وتأكل ناتجة عن الزحف العمراني وعملية التحضر وإرتفاع حجم الأنشطة التي يمارسها الأنسان بحيث باتت التأثيرات على الأراضي الزراعية تؤثر على مساحة الرقعة الزراعية المنتجة ويشهد الأردن عملية تحضر واسعة إذ ان 78 % من سكانه يسكنون المناطق الحضرية وهذا النمو الحضري يؤدي إلى إستنزاف العديد من الموارد الطبيعية ومنها الأراضي الزراعية الخصبة ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى تبني خطط تنموية شاملة ومتكاملة لأعادة التوازن بين العمران وما يحيط به من الأراضي الزراعية وتعتبر مدينة عمان مثالاً حياً يبرز الزحف العمراني على الأراضي الزراعية حيث شهدت المدينة توسعاً عمرانياً كبيراً وبخاصة على حساب الأراضي الزراعية الخصبة الواقعة بالجزء الغربي والشمالي الغربي والجنوبي من المدينة وتشير الدراسات إلى أن المناطق العمرانية توسعت بما مقداره 30 ضعف ما بين 1945 و 1994 حيث كانت المساحة العمرانية عام 1945 4.4 كم2 وأصبحت 144 كم2 عام 1994 وكذلك إنخفضت مساحة المناطق الزراعية من 212 كم2 إلى 129 كم2 وبذلك ضم 83 كم2 من الأراضي الزراعية إلى المراكز العمرانية خلال نفس الفترة
وسائل الحد من أثار الزحف العمراني على الأراضي الزراعية : لقد توصلت بعض الدول ونتيجة التخطيط العلمي السليم إلى بعض الحلول لمشكلة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية نذكر منها 1 - وضع سياسات تتعلق بأدارة وإستخدام الأراضي داخل المدن وما حولها وتأخذ بعين الأعتبار إمتداد ونمو التجمعات السكنية ووضع قوانين تنظم حدود المدن 2 – إنشاء مؤسسات متخصصة بالتنظيم العمراني داخل المدينة تتولى الضبط والسيطرة على النظيم 3 – الحد من الأمتداد الأفقي للعمران على حساب الأراضي الزراعية عن طريق التوسع بالأمتداد العمودي للمباني السكنية 4 – التخطيط الجيد لمواقع المنشأت الصناعية بحيث لا تقام على حساب الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة 5 – توجيه التوسع الحضري المستقبلي إلى مناطق غير منتجة وكذلك تحسين مراقبة ومكافحة التلوث.
تعليقات